د. أحمد الحسيسي رئيس لجنة الترجمة باتحاد الكتاب:

اتفاقية لإنشاء أول مكتب عربي إفريقي للترجمة بالقاهرة

\"\"

أكد الدكتور أحمد الحسيسي أستاذ الأدب الفارسي بجامعة عين شمس، رئيس لجنة الترجمة باتحاد كتاب مصر ضرورة تنشيط الترجمة في هذه المرحلة المهمة من مراحل العمل الوطني المصري؛ لتعريف العالم بإنجازات مصر الحديثة التي بلغت حد الإعجاز في مختلف المجالالت.

أوضح ـ في حواره  أن المصريين أصبح لديهم الكثير من الإنجازات غير المسبوقة، والخبرات العميقة، والتجارب الحضارية الناجحة التي يحتاج العالم إلى التعرف عليها بشتى لغاته، والإفادة منها في تحقيق المزيد من تقدمه.

وأشار إلى أن خمس مؤسسات مصرية وعربية وإفريقية وقعت اتفاقية تعاون مشترك تستهدف من خلالها إنشاء أول مكتب عربي إفريقي للترجمة يكون مقره اتحاد كتاب مصر بالقاهرة.

وشدد على أن لجنة الترجمة باتحاد الكتاب لديها خطة لعقة ندوات توعوية وتثقيفية نشتمل على حوارات مفتوحة بين المشاركين؛ لدعم القضايا الوطنية، مشيرا إلى أن أهمية الترجمة ترجع الدور المهم الذي لعبته في مجال نشر العلوم وبناء الحضارات.

* هل لنا أن نتعرف منكم بداية على الأهداف المبتغاة من إعادة تشكيل لجنة الترجمة باتحاد كتاب مصر في هذه الآونة؟

الحقيقة أن إعادة تشكيل لجنة الترجمة باتحاد كتاب مصر جاء استجابة لمهام ثقافية عالمية قادمة، فهناك اتفاقية تعاون مشترك بين النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر،  والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ورابطة الكتاب الأفارقة، والجمعية المصرية للأدب المقارن، والحلقة المصرية لدراسات النوع والشعريات المقارنة، لإنشاء مكتب عربي إفريقي للترجمة في مقر الاتحاد.

وقد وقع رؤساء وممثلو تلك الجهات المهمة على لائحة لتشكيل مجلس أمناء لدعم أنشطة هذا المكتب، ويضم المجلس رئيس لجنة الترجمة باتحاد كتاب مصر ممثلا لمصر في تنفيذ أهداف تلك الاتفاقية، وما يترتب عليها من تعاون وتكامل في مجال الترجمة.

ولا شك في أن هذا حدث كبير استدعى إعادة تشكيل لجنة الترجمة بتكوينها الحالي، برئاستي، وتضم الدكتور  محمد حمدي إبراهيم نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق مقررا، وكلا من الدكتورة مكارم الغمري عميد كلية الألسن الأسبق عضوا، والدكتورة لبنى عبد التواب يوسف وكيل كلية الآداب جامعة القاهرة الأسبق عضوا، والأستاذة بثينة هيكل منسقا إعلاميا.

إنجازات بلغت حدّ الإعجاز

* كيف ترون الحاجة إلى تنشيط دور الترجمة في هذه الآونة للتعريف بالإنجازات المصرية الكبيرة المعاصرة في مختلف المجالالت؟

لا يخفى على منصف أن الترجمة لعبت دورا كبيرا فى دعم تواصل الثقافات والحضارات، وترسيخ تعاون الدول والشعوب فكريا وعلميا وثقافيا خلال العقود الطويلة الماضية.ولا ينبغي أن ننسى أو نتجاهل حقيقة أن الترجمة لم تترك مجالا علميا أو ثقافيا دون أن يكون لها فيه حضور قوي، وأثر ظاهر يثري حياة الناس، ويرتقي بها فى كل مكان. وغني عن البيان أن الترجمة أدت دورا مهما في نشر علوم كثيرة، وإتاحتها للإنسانية K ,تعد إحدى الوسائل المهمة لتبادل ما عند الأمم من أفكار ومعارف وآراء وتجارب ناجحة فى مختلف المجالات الفكرية والميادن العلمية، ومن هنا تبرز أهمية العناية بتنشيط الترجمة من جديد، ودعمها من جميع المستويات.

\"\"

* ما هي خطة عمل اللجنة في المرحلة المقبلة لتحقيق ما تسعون إليه من أهداف مهمة في خدمة المجتمع المصري خاصة والأمة عامة في المرحلة المقبلة.

خطة عمل اللجنة في المرحلة المقبلة تشمل أنشطة كثيرة، نحرص على تنفيذها بشكل تدريجي، حتى تحقق أهدافها المرجوة دون إبطاء وبعيدا عن العشوائية التي تضر الأداء، وتحول دون الوفاء بمصالح المجتمع على الوجه الأمثل.

ومن أبرز أنشطة اللجنة التي بدأناها، ويمكننا القول إنها حققت الكثير من أهدافها التوعوية والتثقيفية الندوة الشهرية التي تعقدها لجنة الترجمة السبت الأول من كل شهر، وتستضيف فيها أحد كبار الكتاب أو العلماء أو المثقفين المهتمين بالترجمة، حيث يتم الاتفاق على موضوع الندوة التي نحرص على أن تتضمن حوارا مفتوحا مع الحضور لإثراء الأفكار، والوصول إلى نتائج إيجابية لدعم القضايا الوطنية محل الحوار في الندوة.

تواصل دائم مع المثقفين

* هل هناك أعمال للجنة حظيت بصدى مجتمعي، وهل حازت على اهتمام وسائل الإعلام على سبيل تحقيق أهدافها؟

اللجنة تحظى بحضور عدد كبير من المثقفين والمهتمين، وقامت أخيرا بعقد مؤتمر عام تناول موضوعات الترجمة وإشكالياتها وأهميتها وترجمة العربية إلى اللغات الأجنبية والعكس. وكل هذه الموضوعات سيتم نشرها قريبا بإذن الله، وهناك قناة خاصة بالاتحاد تذيع كل الأنشطة، وفي كثير من الأحيان تأتي القنوات التليفزيونية سواء المصرية أو العربية لتغطية ندوات اللجنة.

* إذا كنا لم نترجم الأعمال العربية إلا للغة الإنجليزية حتى الآن، فما اللغات المخطط الترجمة إليها في المستقبل؟

نخطط للترجمة إلى لغات الدول الأكثر انفتاحا معنا في الفترة الحالية، مثل الصين واليابان وروسيا والهند، فهذه البلاد كان من الصعب الوصول إليها، لكن الآن أصبحت هناك صلات وثيقة بينها وبين مصر، وبالتالي أصبح من الضروري دراسة لغاتها وترجمة أعمالنا إليها، وترجمة أعمالهم إلى لغتنا العربية.

والدليل على ذلك اهتمام الجامعات وتحديدا الجامعات الخاصة بفتح أقسام لهذه اللغات، فقسم اللغة الصينية انتشر كثيرا في الجامعات الحكومية والخاصة، كما يجد الخريجون العديد من الفرص للعمل بسهولة، لأن التواصل والتداخل والتعاون الصناعي والتجاري كبير بين البلدين.

تعاون دولي لدعم الترجمة

* هل يمكننا القول إن هناك تعاونا بينكم وبين منظمات دولية معينة يتنشيط ودعم مجالات الترجمة؟

هناك تعاون كبير بين جميع اتحادات الكتاب العربية، واتحاد كتاب مصر هو رئيس اتحاد الكتاب العرب، ورئيس اتحاد الكتاب الدكتور علاء عبد الهادي وهو الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب.كما أن هناك تنسيقا للتعاون في مجالات الترجمة مع بعض الدول الأوروبية أمثال اسكتلندا وأستراليا، وقد أشرفت رئيسة اتحاد الكتاب بأستراليا على ترجمة الأعمال التي نشرت إلكترونيا.

* التاريخ يعي جيدا حتى الآن أن أوروبا لم تستطع تحقيق نهضتها والخروج من عصور الظلام إلا بعد أن نقلت التراث العربي وتأثرت به، واستفادت منه.. كيف يستعيد التراث العربي قوته ومجده؟

بتكاتف الجهود وبذل الكثير من المال يمكن أن نعود إلى سابق عهدنا، فيجب أن تتكاتف جهود المجلس الأعلى للثقافة مع لجنة الترجمة في المجلس وكل الجهات المعنية في وزارة الثقافة من أجل دفع التراث العربي للأمام، وربما يتم هذا في خلال عشر سنوات.

* ما نوعية الأعمال التي تقوم اللجنة بترجمتها في هذه المرحلة؟

الحقيقة أن اللجنة تقوم بترجمة جميع الأعمال، سواء العلمية أو الأدبية.

* يصر بعض الأوروبيين على النظر إلى العرب على أساس أنهم جماعة من البدو الذين يعيشون في الصحراء، ويمتطون الجمال، وغيرها من المفاهيم المغلوطة، فهل تلعب اللجنة دورا في تصحيح هذه المفاهيم؟

يمكن أن تساهم اللجنة في تصحيح هذه المفاهيم وتنوير الشعوب التي تجهل عمق وقوة الحضارة العربية، عن طريق إبراز المفاهيم الصحيحة، والتعريف بالتراث العربي، الأمر الذي يعطي قيمة كبرى وأهمية لترجمة الأعمال.

* على أي مجالات الترجمة تركز اللجنة أنشطتها حاليا؟

نركز الآن على مجالات الترجمة العكسية، أي الترجمة من اللغة العربية إلى بعض اللغات الأجنبية، لأن الترجمات من اللغات والثقافات الأوروبية إلى العربية كثيرة جدا، لذلك نرغب ونسعى للترجمة العكسية وطرحها بقوة من أجل إبراز حضارتنا وتغيير فكر الغربيين عن العرب.

سارة الدسوقي