ماذا قالت براءة الأيوبي عن \”حياة تَرَف\”؟

\"\"

 

صدرت حديثًا عن دار الآن ناشرون وموزعون، رواية \”حياة تَرَف .. ظل بديل\”، للروائية اللبنانية براءة الأيوبي.. \”صوت البلد\” التقت بمؤلفة الرواية؛ حيث سردت لنا محتوى عملها الأدبي الأخير.

في البداية؛ قالت \”الأيوبي\”: إن الرواية قد جاءت فصولها في حيّزٍ من هذا العالم أُصيبَ بلعنة الفقر والاستبداد والحروب؛ لتُلقي الضوء على عائلةٍ أضاعَت أمنَها واستقرارَها في وطنها ذاتَ اضطرابٍ وفوضى، لتعثر على نفسها بعد ذلك وقد سلَكَت قَسراً طريق اللّجوء.

وأضافت: تأتي رواية \”حياة تَرَف.. ظل بديل\” في 371 صفحة من الحجم المتوسط، لتخترق الزمن بين ماضٍ مزهرٍ بالأمنيات ومزدانٍ بالفرح والاطمئنان، وحاضرٍ دميمٍ أسود، حياتان مختلفتان، تعيشُهما \”تَرَف\” الفتاة اللّاجئة مع أسرتها، في مخيّمٍ للموت لا للحياة.

وتابعت: في \”الأرض الجديدة\” تبدأ رحلة التحدّي والمكابدة، وتدريجيّاً بمرور الزمن يخبو الحماس، ويضيع الصبر بين ألمٍ من هنا وحاجةٍ من هناك. وهكذا، تُفاجأ تَرَف الصغيرة أنّها أمام جدارٍ من الأوهام والأحلام الباهتة، التي كلّما سعَت إليها تبتعد أكثر لتصبح مع الوقت صعبةَ المَنال.. ومن فتاةٍ مدلّله، تعيش في كَنَف أبويها واقعاً مُرَفّهاً وخيالاً عابراً للأحلام، إلى كائنٍ مُستَهجَنِ الحضور، منغمسٍ في الشقاء، وفاقدٍ للهويّة والانتماء.. وذات شَتات، يصبح الخوف هو الحقيقة الوحيدة، ويغدو الخيال الوسيلةَ المشروعةَ والمتاحةَ لإضفاء بعضٍ من الحياة على أيّامٍ تنضح بؤساً وبنكهة الحرمان.

وواصلت المؤلفة قائلة: بين عذابٍ وشظَفٍ وعوَز من جهة، وعدم القدرة على التأقلم مع بشرٍ يجدون في الاختلاف ذريعةً للسخرية والتهكم والاستهزاء من جهةٍ أخرى، تولد الرغبة بالرجوع إلى الوطن، وتتفتّح شرنقة الأمل شيئاً فشيئاً، لتصير العَودة إلى الجذور، بغضّ النظر عن نتائجها، مطلباً ورجاءً بل هاجساً لقلوبٍ أُرهقَت قبل أوانها وضرَبَها المَشيب.

\"\"

وأضافت متسائلة: لكن هل يبدو خَيارُ العَودة صائباً وسديداً إلى أرضٍ ما زالت ترزح تحت وطأة الفزَع والدمار؟ وهل ستكون طريق العَودة مُباحةً ومُتاحةً ويسيرةً، بعيداً عن أيّ صعوبات وعذابات ومخاوف..؟

وألمحت المؤلفة، إلى أن الرواية تطرح تساؤلات عديدة، لتبقى الإجابات عنها أسيرةَ ظروفٍ وأحداث تخرج عن الإرادة الفرديّة للّاجئين وترتبط بخيارات ومصالح سياسية عديدة.

وأكملت \”الأيوبي\”: رواية \”حياة تَرَف.. ظل بديل\” تقع في 376 صفحة، حيث تطرح مشكلة اللّجوء من خلال نموذج عائلةٍ لاجئة، دون أن تقدّم حلولاً لهذه المعضلة التي ترتبط بالسياسات والأنظمة والمصالح الدوليّة. لكنّها في الوقت نفسه تُعنى بتسليط الضوء على المعاناة الاجتماعيّة والاقتصاديّة للّاجئين، وحتى الانعكاسات النفسيّة التي تصيب الأشخاص عندما تُبتَر جذورُهم ويعثرون على أنفسهم وقد أُجبروا على هَجر حياتهم وأحلامهم وأرضهم ليصيروا مجرّد أرقامٍ تُحصى، فوق أرضٍ تَلفُظ وجودَهم ووسط أشخاصٍ ينظرون إلى معاناتهم كمن يقرأ روايةً، ويتعاملون معهم كمواطنين من درجةٍ ثالثة.

وأردفت الكاتبة: من يقرأ الرواية سيعرف لمَ تحمل اسماً مزدوجاً.. فالاسم الأول \”حياة ترَف\” يتعلّق بحياة الفتاة اللاجئة تَرَف كنموذج عن معظم العائلات اللّاجئة.. بينما الاسم الثاني \”ظل بديل\”، فيتناول ناحيةَ على جانبٍ كبيرٍ من الأهميّة وترتبط بمسألة الهوية والانتماء للّاجئين على أرض اللّجوء.. بحيث يستنتج القارئ أن أيَّ مكانٍ لا يمكنه أن يعوّض الإنسان فَقد وطنه، وأنّ أيّ أرضٍ جديدة لا يمكنها أن تكون ظلّاً بديلاً عن الوطن، فلا هي تورِف ولا هي تحتوي، ولا هي تقدّم الأمن والراحة والطمأنينة على طبقٍ من ذهب.

أيمن مصطفى