Description
لابد أن نعترف بوجود عنصرين متميزين في التفوق البشري، أحدهما إجتماعي والآخر إنفرادي. فأي نظام أخلاقي يدخل في إعتباره أحدهما دون الآخر يكون غير كامل وغير مرض. والحاجة إلى الأخلاق في الشئون البشرية لا تنشأ في الإنسان عن إجتماعيته الكاملة أو عن فشله في أن يرتفع بنفسه إلى آفاق روىء داخلية فحسب، بل أنها تنشأ أيضاً عن فرق آخر بينه وبين الحيوانات الأخرى. فالتصرفات البشرية لا تنبثق كلها من نزعة مباشرة، بل إنها قابلة لأن تخضع للغرض الواعي وأن توجه بواسطته. وتكتسب النظم الأخلاقية قوة تأثيرها بسبب القدرة على التصرف بقصد تحقيق هدف معين، ومن السهل عندما نتناول الإنسان المتدين أن نوجه اهتمامنا أكثر مما ينبغي إلى الغرض الواعي وأن نغالي في التقليل من أهمية النزعة التلقائية ، ورجال الأخلاق يميلون إلى تجاهل مطالب الطبيعة البشرية، فإذا فعلوا ذلك فإنه من المحتمل أن تتجاهل الطبيعة البشرية مطالب رجال الأخلاق.
Reviews
There are no reviews yet.