Description
جعل الله الخوف في النفس لحفظ الحياة، وتجنب الأخطار، فكان الخوف مدعاة إلى الهرب، ثم أفضى الشعور بالخطر إلى الحذر، وأدى الحذر إلى بسط الحضارة، وإقامة العمران، ثم اهتدى الإنسان من الخوف إلى معرفته تعالى، فكان رأس الحكمة مخافة الله، فالخوف لا يخلو منه حيوان أو إنسان. وإذا كان الخوف عاما في سائر البشر، فذلك لأنه طبيعي لابد منه كي نأمن الأخطار، ونتجنب المهالك، غير أن كثيرا من الناس يجسمه حتى ليخرج به عن الحد المألوف، أو يهوله فيصبح ضربا من المرض والشذوذ. وللخوف الطبيعي مصادر ومظاهر، وللشاذ أسباب وأعراض ونتائج، فلابد من رسم الحدود بين الطبيعي والشاذ، حتى نصف الدواء إذا عرفنا حقيقة الداء.
Reviews
There are no reviews yet.