هذا الكتاب ليس كتاباً في تاريخ التربية في العالم في عصورها المختلفة فحسب، ولكنه أيضاً موسوعة قيمة جامعة تقص علينا قصص الثقافة الإنسانية في شتى نواحيها العلمية والفنية، وتصف لنا العقلية الإنسانية في نشأتها ونموها وتطورها.
إن المجتمع البدائي يوضح لنا التربية في أشد صورها سذاجة، تخلو الحياة من كل تعقيد – ذلك التعقيد الذي يميز أرقى أنواع الثقافات- نجد أن العناصر التي تتكون منها الحياة ، والتي تحدد هدف تربية الفرد ساذجة في طبيعتها قليلة في عددها. ونجد أن الفرد يتأثر غالباً بطريق غير شعوري بالوسائل الموضوعة لمساعدته أو لإرغامه على الخضوع للمطالب العامة التي هي عينها الظروف التي يجب أن يخضع لها ليتيسر له العيش مع إخوانه. وعندما تطبق مثل هذه الوسائل تطبيقاً شعورياً، تصبح مباشرة في تأثيرها وعامة في طبيعتها.
ولما كان طالب التربية لا يهتم اهتماماً مباشراً إلا بالعمليات التربوية التي لدى الشعوب المتقدمة -حيث تكون عوامل التربية الأساسية راقية متنوعة لدرجة يصعب معها تمييز الظواهر الأساسية للغرض أو للوسيلة التربوية أو للطرق الاجتماعية أو السيكولوجية وحيث يصعب أيضاً تحليل نتائج تلك العوامل وآثارها في كل من الفرد والمجتمع- لذلك تعظم قيمة دراسة التربية لدى الشعوب البدائية وصولا إلى دراستها اليوم
Reviews
There are no reviews yet.