Description
لم يكن ابن أبي ربيعة ممن إذا غاب عنه حبيب أخذ في البكاء عليه، والحنين إليه، تلك سبيل الشعراء المفجَّعين، الذين كانت قلوبهم أعوانًا للدهر عليهم، وكانت نفوسهم أخصامًا لهم، أولئك هم المعوزون في عالم المحبة، والمحرومون في دولة الصبابة، أولئك الذين يرون الجمال ظلًّا ظليلًا، ثم لا يستطيعون أن يتفيئوا ما له من وارف الظلال، أولئك الذين يحسدون الغلائل على الأعطاف، والعقود في النحور، وكيف يكون ابن أبي ربيعة مثلهم مسكينًا في شعره، وما كان مسكينًا في حبه؟ أم كيف يصف البكاء والمدامع، وما أَلِمَتْ نفسه، ولا دمعت عينه؟ بعدًا للذلَّة حتَّى في الحبِّ؟ وتبًّا للمسكنة حتى في الغرام! وقد وفق المؤلف إلى تصوير ابن أبي ربيعة وتمثيل حياته، حتى كأنك تراه.
Reviews
There are no reviews yet.